أقام مركز البحوث الصحية بجامعة جازان محاضرة علمية بعنوان "اعتلال التخثر ما بعد الإصابات والحوادث"، ألقاها الدكتور عتيق عمر المولد، أستاذ مساعد ببرنامج الإسعاف والطوارئ بكلية التمريض والعلوم الصحية.

تناولت المحاضرة ظاهرة اعتلال التخثر ما بعد الإصابة، التي تُعد إخفاقاً شاملاً في عملية التخثر وتحلُّل الفيبرين داخل الأوعية الدموية، ما يؤثر بشكل مباشر على نسبة الشفاء واحتمال الوفاة في المراحل الحرجة للمصابين.

واستهل الدكتور عتيق المولد محاضرته بالحديث عن الاكتشاف الأول لهذه الظاهرة في عام 1964، مبيناً أنها ترتبط بخلل في سلسلة التفاعلات المسؤولة عن تكوين شبكة التخثر الدموية بمساعدة الصفائح الدموية وعوامل التخثر. وأوضح أن هناك نمطين رئيسيين لهذا الاضطراب: النمط الأول يتمثل في قصور عملية التخثر وينتج عنه نزيف حاد، في حين يتجسّد النمط الثاني في زيادة عملية التخثر، مما يؤدي إلى تكون جلطات حادة في الأوعية الدموية.

وبحسب ما أشار إليه المحاضر، فإن النمط الأول (نقصان التخثر) يظهر سريعاً بعد حدوث نزيف حاد، ويؤثر سلباً على معدلات النجاة في مراحل ما قبل دخول المستشفى، وقد يعود سببه إلى زيادة تحلُّل الفيبرين، وضعف نشاط الصفائح الدموية، وقلة توليد الثرومبين. أما النمط الثاني (زيادة التخثر) فقد يكون ناجماً عن انخفاض تحلُّل الفيبرين، وزيادة نشاط الصفائح الدموية، وارتفاع معدل توليد الثرومبين.

وأكد الدكتور المولد على أهمية التدخل العلاجي المبكر، مثل إعطاء مشتقات الدم من خلايا دم حمراء وبلازما، إضافة إلى استخدام مثبطات تحلُّل الفيبرين كدواء "الترانزميك أسيد" خلال الساعات الأولى من الإصابة. وشدد على ضرورة تكاتف الجهود البحثية والاستفادة من أحدث التطورات العلمية لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل وتحسين طرق العلاج وإنقاذ الأرواح.

وفي الختام، أعرب الدكتور عبدالله القيسي، مدير مركز البحوث الصحية، عن شكره لعمادة الدراسات العليا والبحث العلمي على دعمها المستمر، وأكد على حرص جامعة جازان في تنظيم مثل هذه المحاضرات العلمية الهادفة إلى تنمية الوعي الصحي وتعزيز التميز البحثي لخدمة المجتمع.

جامعة جازان: إدارة الإعلام