لطالما كانت كلية طب الأسنان – في أي مؤسسة تعليمية- متفردة بخصوصيتها المنبثقة من تعدد الواجاهات التي تطل بها على العالم المحيط، و لتعدد الشرفات التي تشرع عليها أهدافها و تطلعاتها. حيث هي المضطلعة بضمان جودة النظام التعليمي الذي يخرج أطباء أسنان أكفاء بشخصيات مكتملة البناء ليكونوا قادة في مجال الرعاية الصحية، وهي أيضاً البوابة التي تمد منها الجامعة يدها للمجتمع عن طريق تقديم الخدمات الصحية المتعلقة بالفم و الأسنان، و هي الصرح العلمي الذي يعنى بالبحث العلمي في كل ما يخص علوم طب الأسنان.
و كلية طب الأسنان بجامعة جازان ليست استثناء، فمنذ ولادتها عام 2010 كانت مناطاً لأحلام جامعة فتية و مجتمع متطلع، فولدت كبيرة ناضجة بتجهيزات ضخمة كماً و نوعاً. فكانت – في حينه- المجمع الأكبر لعيادات طب الأسنان في المنطقة الجنوبية ب 120 عيادة. و ما فتئت من يومها الأول تدور في رحى العمل المنتج الذي تتكامل فيه العملية التعليمية مع الخدمة الصحية. كل هذا يضع على عاتق قياداتها حملاً حقيقياً من المسؤولية تجاه التطوير و التحسين و المضي في طريق التميز إلى منتهاه الذي لا وجود له.
إن المرحلة الحالية في عمر الكلية هي مرحلة دقيقة و حرجة، نعمل فيها على المحافظة على المكتسبات و تفعيلها بشكل مستدام، و نطل منها على رؤية طموحة تبناها الوطن بكل أطيافه للعبور لساحات التميز عبر الانتاجية ذات الكفاءة العالية بمعايير جودة ذات مرجعيات عالمية. إنه الوقت الذي نعمل فيه على تطوير أنظمة و مسارات العمل للوصول للأهداف و تحقيق الرؤية.
وإنني لاستشعر هنا المسؤولية التي حملتني إياها الثقة الكريمة لقيادة هذا الصرح، و أستشعر في ذات الوقت الدعم الكبير الذي تحضى به الكلية من قيادة الجامعة ، و الدعم الأهم من زملائي منسوبي الكلية، الذي يمنحني يوماً بعد يوم ثقة في القدرة على الاجتياز جهة النجاح عبر العمل الجماعي المتكامل. أرجو من العلي القدير أن يسدد الخطى و يبارك في الجهود.
الدكتور/ هيثم بن ناصر فقيه